كيف أميّز بين الجدية المطلوبة، والأخرى الزائدة عن اللزوم، إذا رأيت أنك تعامل كل شيء بالجدية، حتى كأن الحياة يجب أن تؤخذ في كل تفاصيلها بحزم لا لين معه، فهذه جدية مفرطة.
إن البعض يشعر بالضيق إذا تأخر أحد عن موعده معه دقيقة، ويثور إذا توقفت سيارته في الزحام خمس دقائق، ويتوتر إذا ارتكب خطأً بسيطاً
هذه الأمور تؤدي بالمرء إلى فقدان التمتع بالحياة، وتسلبه النظرة السليمة إلى الأمور
إن المطلوب هو أن نأخذ جدّ الحياة بجدّ، وهزلها بالهزل، وما هو وسطاً، نأخذه بطريقة وسطى
ويقترح بعض الخبراء هنا أن تقضي يوماً واحداً من دون توقعات مسبقة، فمنذ الصباح لا تتوقع في ذلك اليوم أن يحترمك الناس، وأن يتعاملوا معك بود كبير، ولا تتوقع أن تنجز كل ما خططت لإنجازه، ولا أن تكسب لذة إضافية، وحتى ما يجب عليك أن تقوم به، أنجزه بروح جذلة، فبدل أن تحارب الحياة، ارحل معها في رحلة. ومع التمرين سوف تخفف الجدية التي تنهش وجودك
إن حياتنا سوف تكون دائماً مليئة بالتحديات، ومن الأفضل لنا أن ندرك ذلك الآن ونقرر أن نكون سعداء بأي طريقة
يقول أحد الحكماء: "لقد ظللت أعتقد لوقت طويل أن الحياة الحقيقية لم تبدأ بعد، ولكن كان لا يزال هناك بعض العوائق التي يجب تخطيها أولاً، كعمل لم أكمله مثلاً، أو وقت لا أزال في حاجة لقضائه، أو قرض يجب أن أدفعه، بعد هذا كله يمكن أن تبدأ الحياة الحقيقية، وفي النهاية أدركت أن كل هذه العوائق ما هي إلا حياتي نفسها"