يعتبر دير سوميلا في تركيا تحفة فنية ومعمارية، يُحيط به الغموض والأساطير التي تُثير الفضول. هذا الدير المذهل، الذي تأسس في القرن الرابع الميلادي، يقبع على منحدر شاهق على ارتفاع حوالي 305 أمتار في وادي ألتينديري الوطني، مما يجعله يبدو وكأنه من صنع الخيال. يقع على بُعد ساعة جنوب طرابزون، المدينة الجميلة المطلة على ساحل البحر الأسود، ويجذب آلاف الزوار يوميًا، سواء من السياح أو من الحجاج الذين يجوبون أروقته.
الهيكل الفريد من نوعه يحتوي على ساحات، مكتبة، برج جرس، وحتى نبع مقدس يُعتقد أنه مكان للبركة والشفاء. ومنذ تحويله إلى متحف حكومي، خضع دير سوميلا للترميم المستمر لتحسين الأمان والحفاظ على اللوحات الجدارية القديمة التي يعود تاريخها إلى القرون الوسطى، حيث تصور مشاهد من الجنة والجحيم، والحياة والموت.
خلال الترميم، اكتُشفت كنوز مخفية، مثل نفق سري يؤدي إلى كنيسة غير مكتشفة من قبل، يُعتقد أنها كانت تستخدم كنقطة دفاعية. يروي مسؤولو المتاحف أن متسلقي جبال محترفين تم استدعاؤهم لتثبيت شبكة فولاذية لحماية الزوار من الصخور المتساقطة.
ويرتبط دير سوميلا أيضًا بأسطورة تأسيسه؛ حيث يُقال أن الراهبين اليونانيين برنابا وصوفرونيوس جذبهما إلى الموقع رؤية للعذراء مريم، والتي أرشدتهما إلى صورة مقدسة داخل كهف في جبال البنطس.